يعد وجود قاعدة بيانات موثوقة ومتسقة ودقيقة للتمويل الإسلامي أمر مهم بهدف الرقابة الاحترازية الجزئية والكلية على صناعة الخدمات المالية الإسلامية.
خلفية الموضوع والأهداف
يتمثل الهدف الأساسي لمشروع المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية في تسهيل التحليل الاحترازي الكلي وكذلك المساعدة في تقييم هيكلة وحالة تطور الخدمات المالية الإسلامية. وفي حين يتعامل التحليل الاحترازي الكلي مع المحددات الاقتصادية الكلية والمؤسسية لسلامة النظام المالي، فإن تحليل هيكل وتطور الخدمات المالية الإسلامية يجب أن يساعد في قياس مساهمتها في النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة للقطاع المالي. مع أخذ هذين الهدفين في عين الاعتبار، هناك خمسة أهداف رئيسة لمشروع المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية:
أ. تسهيل مراقبة وتحليل سلامة واستقرار صناعة الخدمات المالية الإسلامية من خلال مجموعة من مؤشرات المالية الاحترازية والهيكلية، وكذلك من خلال تعزيز التعاون بين المصارف المركزية/السلطات النقدية وغيرها من السلطات الإشرافية ذات الصلة؛
ب. تقديم الدعم والمساعدة لمجلس الخدمات المالية الإسلامية لصياغة وتطوير المعايير الاحترازية الدولية المناسبة؛
ج. المساعدة في تعزيز تطوير الخدمات المالية الإسلامية بهدف تحفيز التنمية الاقتصادية والحد من الفوارق في التقدم الاقتصادي بين الدول؛
د. المساعدة في تعزيز الشفافية، والمقارنة الدولية لقطاع الخدمات المالية الإسلامية على الصعيد المحلي وذلك من أجل تسهيل اندماجها في النظام المالي الدولي من خلال إمكانية الوصول والاضطلاع على المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية وغيرها من البيانات المنشورة في التقارير الصادرة عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية؛
ه. المساعدة في تحديد نسب الحصص السوقية لكل من المعاملات والمنتجات والخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية من النظام المالي بأكمله، على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك لقياس أداء الخدمات المالية الإسلامية في أي وقت محدد؛
زادت أهمية المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية في السنوات الأخيرة مع النمو المطّرد لقطاع التمويل الإسلامي بالإضافة إلى الخطوات التي اتخذها صندوق النقد الدولي من إقرار قواعد التمويل الإسلامي في تقييماته وذلك من خلال تطبيق المبادئ الأساسية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية. وفي المقابل، أجرت الأمم المتحدة مراجعة لكيفية تغطية التمويل الإسلامي ضمن نظام الحسابات القومية الخاص بها. ويساهم النطاق الواسع من البيانات التي جمعها مجلس الخدمات المالية الإسلامية حول الخدمات المالية الإسلامية في فهم أفضل لدور التمويل الإسلامي في جميع الجوانب المذكورة أعلاه.
يتم تجميع البيانات المجمعة من قبل السلطات الرقابية والإشرافية في الدول المختلفة التي فيها خدمات المصرفية الإسلامية والتكافل وسوق رأس المال الإسلامي. حيث يتم جمع البيانات على أساس ربع سنوي. ومع ذلك، تتمتع البلدان الأعضاء بالمرونة اللازمة لتقديم بياناتها بوتيرة أقل، اعتمادًا على توفر هذه البيانات في تلك الدول.
التسلسل التاريخي لمشروع المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية
- المرحلة الأولى والثانية
- المرحلة الثالثة
- المرحلة الرابعة
- المرحلة الخامسة
- المرحلة السادسة
تم إنشاء قاعدة بيانات المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية بطريقة مطابقة لمؤشرات السلامة المالية لصندوق النقد الدولي مع إجراء التعديلات اللازمة التي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات التمويل الإسلامي. في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية في منتصف التسعينيات، بدأ صندوق النقد الدولي في تطوير مجموعة من المؤشرات الخاصة بسلامة الأنظمة المالية، والتي أطلق عليها اسم مؤشرات السلامة المالية. وكان الهدف من هذه المؤشرات قياس نقاط القوة أو الضعف في الأنظمة المالية ككل بدلاً من النظر إلى حالة المصارف الفردية. تم تطوير مجموعتين من المؤشرات بعد فترة طويلة من التشاور. سعى مجلس الخدمات المالية الإسلامية إلى تجميع مجموعة مطابقة من المؤشرات بهدف تسهيل تقييم وتحليل سلامة واستقرار الخدمات المالية الإسلامية في الدول الأعضاء بالإضافة إلى تقديم معلومات حول الخصائص الفريدة للتمويل الإسلامي. وقام مجلس الخدمات المالية الإسلامية بمراجعة مؤشرات الاستقرار المالي ووضع مؤشراته الخاصة، وقام بصياغة دليل تجميعي في عام 2007 يحدد منهجية تجميع المؤشرات، ونفذ مشروعًا تجريبيًا مع أربع دول. وفي وقت لاحق، أصدر مجلس الخدمات المالية الإسلامية دليل التجميع المعدل في عام 2011 لدمج تطورات بازل 2 ومعايير مجلس الخدمات المالية الإسلامية الموازية لها.
في عام 2014، انتقل مجلس الخدمات المالية الإسلامية إلى المرحلة الثالثة من هذا المشروع لبدء جمع ونشر البيانات على نطاق أوسع يشمل مجموعة أكبر من الدول الأعضاء. وبناءً على ذلك، وبعد موافقة المجلس الأعلى لمجلس الخدمات المالية الإسلامية في مارس 2014، تم إنشاء مجموعة مهام تعنى بالمؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية حيث تضم ما لا يقل عن اثنين من الأعضاء المكلفين بجمع البيانات من كل دولة مشاركة في المشروع، بما في ذلك المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، وبنك التنمية الآسيوي، والبنك الإسلامي للتنمية. كما قامت مجموعة المهام بتحديث قائمة المؤشرات الخاصة بقطاع الخدمات المصرفية الإسلامية المدرجة في ملحق دليل التجميع المعدل لمجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2011 بعد نقاشات عميقة لإدراج المعايير الصادرة حديثاً عن المجلس وكذلك التطورات الرقابية العالمية. وبدأت المرحلة الثالثة أيضًا في تجميع “البيانات الوصفية” المقابلة التي تصف المنهجية والإجراءات المستخدمة في كل بلد على حدا لتجميع المؤشرات. وتتمثل إحدى الخطوات الهامة في هذه المرحلة ببناء القدرات لأعضاء مجموعة المهام، حيث قام المجلس بتنظيم ورش عمل للأعضاء المكلفين بجمع البيانات في الدول المشاركة لطرح وتوضيح المنهجية وممارسات التجميع الخاصة بالمؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية. وتعمل ورش العمل على تسهيل الفهم المتسق لمتطلبات بيانات المشروع وإجراءات التجميع بالإضافة إلى مساعدة الدول المشاركة على تحسين منصات جمع ونشر البيانات الخاصة بالصناعة.
استعدادًا للتجميع المنتظم للمؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية، تم إجراء عملية تجميع منسقة في كل دورة، حيث يقوم كل بلد بتجميع مجموعة من المؤشرات لنفس الفترة بحيث يمكن مقارنة البيانات وتحليلها للتأكد من ثباتها واتساقها. ويسمح النظام للدول الأعضاء وكذلك الأمانة العامة لمجلس الخدمات المالية الإسلامية باختبار إجراءاتها، وتقييم النتائج، وتحديث منهجيات جمع البيانات ونشرها عند الحاجة.
بدأت المرحلة الرابعة في عام 2017، وركزت على توسيع قاعدة البيانات المتعلقة بالمصرفية الإسلامية لتشمل دولاً جديدة، فضلا عن مواصلة أنشطة بناء القدرات مع مجموعة المهام المعنية بالمؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية. كما شرعت في العمل الأولي لتوسيع نطاق التغطية للمشروع ليشمل قطاعي التكافل وسوق رأس المال الإسلامي، وكذلك مراجعة دليل التجميع لعام 2011 ليشمل سوق رأس المال الإسلامي وقطاعات التكافل. وفي نهاية المرحلة، تمت مراجعة دليل التجميع بإضافة إرشادات لقطاعي التكافل وأسواق رأس المال الإسلامي، بالإضافة إلى القوائم المالية التفصيلية لقطاع المصارف الإسلامية. هذا وتمت الموافقة على دليل التجميع من قبل المجلس الأعلى للمجلس في اجتماعه الخامس والثلاثين.
أطلق المجلس المرحلة الخامسة من المشروع في عام 2020 لفترة امتدت حتى عام 2022. وفي هذه المرحلة، ازداد جمع البيانات حول الخدمات المصرفية الإسلامية من 24 دولة إلى 26 دولة. وفي هذه المرحلة، انضم للمشروع 9 سلطات رقابية وإشرافية من قطاع التكافل و7 سلطات رقابية وإشرافية من قطاع سوق رأس المال الإسلامي. علاوة على ذلك، واصلت الأمانة العامة جمع ونشر بيانات القوائم المالية التفصيلية عن الخدمات المصرفية الإسلامية وبدأت بنشر بيانات المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية حول التكافل وسوق رأس المال الإسلامي من الدول الأعضاء.
بدأ المرحلة الحالية في يناير 2023 بهدف الوصول إلى قاعدة بيانات أكثر شمولاً من خلال زيادة عدد الدول الأعضاء في قطاعات الخدمات المصرفية الإسلامية والتكافل وسوق رأس المال الإسلامي. حتى الآن، انضمت 3 سلطات رقابية وإشرافية جديدة من القطاع المصرفي الإسلامي، وسلطتين رقابيتين وإشرافيتين من سوق رأس المال الإسلامي وسلطة رقابية وإشرافية واحدة من قطاع التكافل إلى مشروع المؤشرات المالية الإسلامية الاحترازية والهيكلية في هذه المرحلة.